لابد أنك سمعت في يوم من الأيام عن الظواهر الخارقة للطبيعة الذي يعج به عالمنا الفسيح، وعن وجود أماكن تسكنها أرواح شريرة تبعث في نفس الأشخاص الذين يزورونها شعورا بالرهبة و تمدهم بشحنة كبيرة من اليأس و الرغبة في التخلص من حياتهم، هذا هو موضوع حكايتنا لهذا اليوم و الذي سنتحدث فيه عن أكثر الأماكن غموضا و التي تتناول قصص رعب حدثت في ذلك المكان و التي تعود وقائعها في الصين و تحديدا في منطقة غوانغتشو، تدور أحداث القصة المرعبة حول مبنى للتسوق الذي شهد حوادث مخيفة وغاية في الغموض جعلته في يوم من الأيام مكانا مهجورا يتجنبه الناس لما تدور حوله من حكايات مرعبة تتحدث عن وقوع حوادث إنتحارية مفاجئة و غريبة، كل تلك الحوادث المأساوية حدثت في مبنى للتسوق الواقع في مدينة غوانغتشو الصينية، و قد بدأت تلك الحوادث عام 2004 حيث وقعت حوالي 12 حالة إنتحار في المبنى، آخرها حدث في أبريل من نفس العام، حيث إدعى بعض الشهود أن قوة خارقة للطبيعة دفعت الضحايا على ما يبدو من فوق سور المبنى.
تعود بداية اللعنة المميتة للمول بحسب السكان المحليين، إلى سنوات عديدة عندما تم تشييد هذا المبنى لأول مرة ليكون مزارا للناس لإقتناء الحاجيات إلا أن الظواهر الغريبة التي جعلت من مرتاديها يحاطون فجأة بهالة من اليأس الشديد تجعلهم يقدمون على إنهاء حياتهم بطريقة مأساوية، جعلت من واجهاته خالية، بعدما كان في وقت مضى ينبض بالحياة.
حكاية المول الغامضة إرتبطت بفترة زمنية من تاريخ الصين و تحديدا في عهد أسرة تشينغ الحاكمة، حيث قيل أنه قد تم بناء مبنى التسوق المسمى " ليوان بلازا" الذي أصبح فيما بعد يرمز للشر و الشؤم فوق مقابر قديمة يقال عن هذا الموقع أنه كان في زمن مضى موطنا لمجموعة من الأضاحي البشرية، و لعل أرواح أولئك الضحايا لازلت غاضبة و ناقمة و التي يرجح العديد من السكان المحليين أنها السبب وراء حوادث الإنتحار المفاجئة تلك.
عندما شيد مبنى التسوق، شهد العديد من الظواهر الغريبة و المخيفة، فقد كان بعض الزوار الذين يرتادون مبنى التسوق تظهر عليهم تصرفات غير طبيعية و ينتهي بهم المطاف برمي أنفسهم من فوق سور المبنى، و من دون أي سابق إنذار، ومنذ ذلك الحين، باتت تأتي بلاغات عن العديد من الحوادث المميتة التي كانت معظمها تقع في الطابق الخامس من المبنى، حيث زعم البعض أن إثنين على الأقل من الذين إمتلكوا المبنى و أشرفوا على إدارة ساحة التسوق الإنتحارية، توفوا فجأة و لأسباب غير معروفة، و بقي لغز المبنى مجهولا و لم يعرف السبب الحقيقي وراء تلك الحوادث الغريبة، و التي كبدت مبنى التسوق خسائر فادحة نتيجة إنتشار قصة الحوادث المخيفة في أوساط سكان المدينة، ليتم الكشف فيما بعد عن وجود توابيت مدفونة في الموقع الذي تم فيه بناء مركز التسوق، و هي ثمانية توابيت و التي قلنا عنها فيما سبق أنها توابيت لمجموعة من الناس عاشوا في فترة حكم أسرة تشينغ الملكية و الذين قدموا كأضاحي بشرية في ذلك العهد من التاريخ القديم للصين، حيث يقول أحد العاملين أنهم أثناء قيامهم بعملية البناء كانوا يسمعون أصواتا غريبة تصدر من الموقع إلا أنهم تجاهلوا الأمر و لم يعيروه إهتماما كبيرا، مما إنجر عنه نتائج سلبية فيما بعد و أعطى سمعة سيئة للمبنى في أوساط السكان المحليين لمنطقة غوانغتشو.
و كما يعرف عن غوانغتشو مناخها الدافئ، إلا أن العديد من الصينيين الساكنين في تلك المدينة زعموا بحدوث تغيرات مفاجئة للمناخ و الذي يكون أكثر برودة ببضع درجات عندما تكون بالقرب من الموقع الذي فيه مبنى التسوق "ليوان بلازا"، و يقولون أن مجرد المشي ليلا في المبنى يجلب شعورا على الرهبة و الخوف تجعل البدن يقشعر.
و لمواجهة الحقد الدفين المحاط بمبنى التسوق، تم الإستعانة بكاهن متمرس في القيام بعملية طرد الأرواح الشريرة و إزالة اللعنات، ليتبين فيما بعد أن التوابيت المدفونة هي توابيت فارغة و أنها في الأصل دفنت من أجل إحباط أي قوى شريرة تحيط بالمكان و ذلك حسب ما أخبر به الكاهن.
و بالرغم من ذلك، و كما هو الحال مع معظم الشؤون المتعلقة بالظواهر الخارقة للطبيعة، لا يوجد دليل ملموس لإثباث أن ساحة التسوق مسكونة بالفعل، و قد كانت تلك القصة مثار جدل و تشكيك من قبل الكثيرين الذين لا يصدقون مثل تلك الحكايات المتعلقة بالظواهر الخارقة للطبيعة، و يرجحون أن إنتشار حالات الإنتحار في مبنى التسوق تعود لأسباب أخرى قد تتعلق بالحالة النفسية المضطربة للأشخاص الذين أقدموا على الإنتحار و لا يوجد أي دخل للأرواح الشريرة المزعومة في كل تلك الحوادث، و ربما يكون هذا الكلام من أجل إزاحة السمعة السيئة التي أحيطت بمبنى التسوق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق