آخر المواضيع

الخميس، 6 يناير 2022

إيميليا داير سفاحة العصر الفيكتوري التي لا ترحم


إيميليا داير سفاحة العصر الفيكتوري التي لا ترحم


تعتبر السفاحة إيميليا داير واحدة من أكثر السفاحين وحشية و غرابة و شذوذ ليس فقط في إنجلترا إبان العصر الفكتوري، و إنما ربما في تاريخ العالم. 

و ما يجعلها الأكثر وحشية هو العدد الهائل من الضحايا، و يجعلها أكثر شذوذا هو أن كل ضحاياها كان من الأطفال الأبرياء، وأما ما يجعلها الأكثر غرابة فهي الطريقة التي كانت تقتلهم بها، و الطريقة التي كانت تتخلص بها من جثثهم.

و بعملية حسابية بسيطة توصل المحققون إلى أن عدد الأطفال الذين قتلتهم هذه المرأة خلال فترة قصيرة لا يقل عن 400 طفل، و هو رقم قياسي لا ينافسها عليه أي من القتلة و السفاحين في أوروبا.

و في محاكمتها، لم يستغرق المحلفون أكثر من أربع دقائق و نصف لإدانة إيميليا داير، و في العاشر من يونيو عام 1896 تم إعدام إيميليا داير شنقا. 

حياتها

ولدت إيميليا داير عام 1838 في بلدة صغيرة بالقرب من مدينة بريستل الإنجليزية، حيث ترعرعت في وسط عائلة ميسورة الحال و هي إبنة صانع الأحذية الرئيس صامويل هوبلي و سارة هوبلي، و كان ترتيبها الأخير من بين خمسة أشقاء، و قد تعلمت إيميليا القراءة و الكتابة و كانت محبة للشعر و الأدب. 

توفيت والدتها عام 1848 بسبب مرض التفود، ثم توفي والدها عام 1861 فغادرت منزل العائلة في نفس السنة بسبب خلافات على الميراث بينها و بين أشقائها. 

تزوجت إيميليا سريعا بعد تركها لمنزل عائلتها برجل يكبرها بثلاثين عاما، كما أنها عملت في التمريض. 

إيميليا داير سفاحة العصر الفيكتوري التي لا ترحم

و بالرغم من عملها في مجال التمريض إلا أن عملها لم يكن يدر عليها الكثير من المال، فوجدت لنفسها مصدر رزق آخر بعد أن تعرفت على سيدة تدعى "إيلين دان" و هي صاحبة ملجأ للأطفال جنت ثروة صغيرة عن طريق توفير مأوى للنساء الحوامل خارج إطار الزواج، و عن طريق تربية الأطفال غير الشرعيين الذين كانوا يولدون عندها أو كانوا يرسلون إليها حتى تتبناهم، تعلمت إيميليا من السيدة إيلين كيف تدير ملاجىء الأطفال، و تعلمت منها أيضا كيف تتخلص من الأطفال.  

فقد كانت النساء في ذلك الزمان يرسلن لها أطفالهن غير الشرعيين حتى تعتني بهم مقابل مبلغ من المال، و كانت تقتلهم حتى تحتفظ بالمال لنفسها و لا تضطر لإنفاق أي شيء منه عليهم، و لكنها كانت تحتاج إلى شهادة وفاة حتى تستطيع دفن الأطفال. 

و بذلك توجب عليها أخذهم إلى طبيب متمرس حتى يقرر الوفاة، لكن بما أنهم أطفال غير شرعيين لم يهتم الأطباء بهم كثيرا لذلك كانوا يقررون أن سبب وفاتهم سبب طبيعي نتيجة لسوء التغذية. 

إلا أنه في عام 1878 إرتاب أحد الأطباء في سبب وفاة أحد الأطفال و تقدم بشكوى ضدها أدت إلى إلقاء القبض عليها و تقديمها للمحكمة، و لكنها لم تحاكم بتهمة القتل بل بتهمة الإهمال فحصلت على حكم مخفف بالأعمال الشاقة لمدة ستة أشهر. 

تركت هذه العقوبة أثرا كبيرا في نفس إيميليا حتى إنها قضت فترة من الزمان في مستشفى الأمراض العقلية، إلا أنها لم تكف عن عمليات قتل الأطفال و لكنها لم تلجأ هذه المرة إلى الأطباء مرة أخرى بل كانت تتخلص منهم بطريقتها الخاصة، و غالبا ما كانت تقتلهم عن طريق خنقهم بشريط لاصق و من ثم تضعهم في حقيبة جلدية و تلقى بهم في نهر التايمز، و قد إستعملت إيميليا داير عدة أسماء مستعارة حتى لا تستطيع أمهات الأطفال أو الشرطة تعقبها، كما أنها كانت تكثر من التنقل من مكان لآخر. 

إيميليا داير سفاحة العصر الفيكتوري التي لا ترحم

و في شهر مارس من عام 1896 عثر ربان أحد قوارب الشحن على حقيبة صغيرة كانت طافية على مياه نهر التايمز قرب قرية بريدج الإنجليزية، و داخل الحقيبة كانت هناك رزمة ورقية تحتوي على جثة طفلة رضيعة متحللة، فأخبر الربان رجال الشرطة حول الحقيبة. 

إيميليا داير سفاحة العصر الفيكتوري التي لا ترحم

و هنا بدأت تحقيقات مكثفة تبحث عن أي خيط يمكنهم من الوصول إلى صاحب هذه الجريمة الشنعاء، و بتفحص للأدلة لاحظ المحققون وجود كتابة دقيقة جدا على حاشية الرزمة الورقية التي كانت داخل الحقيبة،و بإستخذام العدسات المكبر إستطاع المحققون من قراءة الكتابة التي تضمن إسم إمرأة تدعى "السيدة سميث" إلى جانب عنوان منزل في ريدنج، و قد قادهم العنوان إلى منزل إيميليا داير مباشرة، أخذت الشرطة تراقب منزل إيميليا لعدة أيام و قد قرروا نصب كمين لها فكتبوا لها خطابا مزيفا من إمرأة وهمية تقول بأنها أم عازبة تبحث عن يتبني  إبنتها الرضيع مقابل مبلغ من المال، و بالفعل إنطلت الخدعة على إيميليا التي سارعت بالرد على الرسالة و هي تعرض خدماتها و قد كتبت في نهاية الرسالة بإسم "السيدة سميث"، و كان ذلك كافيا لإدانتها في قضية الطفلة الرضيعة التي عثر عليها في مياه التايمز، داهمت الشرطة منزلها و عثرت على المزيد من الأطفال و قد إكتشفوا أنها قد قتلت قرابة العشرين طفلا خلال الأسابيع القليلة التي سبقت إكتشاف الجثة. 

إيميليا داير سفاحة العصر الفيكتوري التي لا ترحم

و فيما بعد توصل المحققون إلى إكتشاف مزيد من الضحايا و الذي بلغ عددهم 400 ضحية و هو رقم قياسي لا يضاهيها فيه أي أحد من السفاحين و القتلة الذين مروا على تاريخ إنجلترا و بهذا تم إدانة إيميليا داير في المحكمة بجرائم ها المرتبة في حق الأطفال الأبرياء حيث تم إعدامها شنقا في عام 1896. 


 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق