لطالما كانت ألة البيانو من أجمل الآلات الموسيقية و من أعقدها، فموسيقاها تجعل الإنسان يشعر بالإسترخاء و الهدوء عند سماعه و التي تأخذه من واقعه إلى عالم خيالي مليء بالإيقاعات المختلفة التي تؤثر على الذهن و الأذن و هذا ما يشعر به الإنسان عندما يعزف على هذه الآلة الجميلة، لكن الذي لا يعلمه الكثير عن هذه الآلة هو وجود قصة مرعبة تدور حكايتها حول آلة البيانو و التي كانت وقائعها في روسيا، حيث عاشت هناك أسرة صغيرة مكونة من الأب و الأم و إبنتهما الصغيرة التي كانت مولعة جدا بآلة البيانو و التي لطالما رغبت في إمتلاك واحد و تعلم كيفية العزف عليه.
في يوم عيد ميلادها تلقت الفتاة الصغيرة هدية من والديها و كانت عبارة عن آلة بيانو فقد كانت تحلم دوما بإمتلاك واحد، حيث كانت متحمسة جدا للبدء في تعلم العزف عليه.
مرت الأيام و الفتاة الصغيرة تتدرب على العزف و يوما بعد يوم بدأت تشتكي الفتاة الصغيرة من آلام في أصابع يديها لكن لم يعر الوالدين إهتماما كبيرا للأمر و ظنا أنها مجرد رضوض فقط نتيجة للإفراط في ممارسة العزف فمن الطبيعي أن تعاني من ألام في الأصابع في البداية نتيجة ممارسة العزف و مع مرور الوقت سوف تعتاد أصابعها على الضغط، و أستمرت الفتاة الصغيرة في التدرب على العزف على البيانو لكن بدأت تطرأ عليها تغيرات واضحة فقد صارت أكثر نحافة و شحوبا عن ذي قبل. فذهب بها والديها إلى الطبيب لإجراء فحوصات لها و بعد الإنتهاء من الفحص قام الطبيب بتقديم تقرير إلى الوالدين فيما يخص حالة إبنتهما و كانت النتيجة أنها لا تعاني من أي مشاكل صحية و كان نفس الكلام يتردد من قبل العديد من الأطباء الذين قام الوالدين بأخذ إبنتهم الصغيرة إليهم و ما كان على الأطباء سوى وصف لها بعض المقويات و الفيتامينات، و لكن بمرور أسابيع لم يطرأ أي تحسن ملحوظ على الفتاة الصغيرة فقد أصبحت بالكاد تستطيع المشي فقرر والديها إيقاف إبنتهم عن مواصلة العزف على البيانو حتى تستعيد الطفلة عافيتها، و أصبح الزوجان قلقين جدا على طفلتهما الصغيرة و قررا الإستعانة بمعالج روحاني لعله يتمكن من مساعدتهم و معرفة سبب مرض إبنتهم.
في أحد الليالي إستيقظت الأم فجأة و بينما كانت في طريقها إلى المطبخ لجلب الماء سمعت فجأة صوت بكاء يصدر من الغرفة المجاورة حيث يوجد البيانو، فأختلست الأم النظر فرأت مشهدا مرعبا للغاية فقد رأت إمرأة ذات شعر طويل أسود فاحم و بشرتها شديدة الشحوب و ترتدي ثوبا أبيض اللون وفيه بقع حمراء تشبه الدم فتسمرت الأم في مكانها لتطلق بعدها صرخة مدوية إستيقظ على إثرها الأب مفزوعا لتفقد ما يحدث و بمجرد وصوله حتى إختفت تلك المرأة في لمح البصر و بقيت الأم في مكانها و قد شخصت عيناها من شدة الصدمة و أخبرت زوجها أنها قد شاهدت لتوها إمرأة تجلس أمام آلة البيانو و قد كانت تبدو مخيفة بملابسها الملطخة بالدماء، لكن الزوج لم يصدقها في البداية و ظن بأنها كانت مجرد تخيلات لا أكثر و كل ذلك راجع للقلق الذي تعاونيه بسبب تدهور صحة إبنتهما، لكن تلك الحادثة صارت تتكرر و هنا تأكد الزوج بوجود خطب ما يكمن وراء آلة البيانو الغريب فقرر في صباح اليوم التالي الذهاب إلى نفس المحل الذي إشترى منه البيانو للإستفسار عنه فأخبره البائع أن هذا البيانو يعود إلى إمرأة كانت مولعة بآلة البيانو و قد كانت تدرس الأطفال كيفية العزف عليه، و في أحد الأيام تعرضت تلك المرأة لحادث مأساوي للغاية فقد تم قتلها بطريقة بشعة من طرف زوجها بعد خلاف حاد نشب بينهما حيث تقول القصة بأنه و بينما كانت المرأة تعزف على البيانو قام زوجها بطعنها من الخلف عدة طعنات جعلتها تلفظ آخر أنفاسها فوق آلة البيانو و بعد تلك الحادثة قامت عائلة تلك المرأة بوضع جميع أغراضها للبيع و قد كان من بين تلك المقتنيات ذلك البيانو، فأدرك الوالد أن روح تلك المرأة التي قتلت غدرا لا تزال متعلقة بآلة البيانو الذي لطالما أحبته و كانت مولعة به و أنها السبب وراء مرض إبنته الصغيرة حينها قرر الأب التخلص منه، و عند عودته إلى البيت أخبر زوجته عن القصة المأساوية و بأن روح تلك المرأة لا تزال عالقة بآلة البيانو و أنها السبب وراء مرض إبنتهم فإستعان الزوجان بطارد للأرواح ليساعدهم في التخلص من شبح تلك المرأة و إرجاعها إلى عالمها حيث تنتمي و بالفعل تم الإستعانة بطارد الأرواح و تمكن من تطهير البيت و آلة البيانو من روح تلك المرأة.
بعد مرور عدة أشهر على عملية طرد الروح الشريرة عاد كل شيء في المنزل إلى طبيعته و منذ ذلك الوقت إستعادت الفتاة الصغيرة عافيتها وواصلت تعلمها العزف على آلة البيانو حتى برعت فيه، و لم تعد روح تلك المرأة عالقة بآلة البيانو و عادت العائلة إلى سابق عهدها بعد أن عانت من أحداث مخيفة و مرعبة نغصت عليهم حياتهم الهادئة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق