هل سمعت يوما عزيزي القارئ أن مجرد حلم يمكن أن يتحول إلى حقيقة؟ إليك حكاية غريبة حدثت فعلا، بحيث تدور أحداث القصة في أمريكا و التي تتحدث عن رجل أمريكي من أصول سورية يدعى جوزيف عامر صاحب محل لإصلاح الأحذية، و الذي إختار لمحله أو ورشته قطاعا من مدينة أنديانابوليس يستطيع من خلاله تحقيق ربح أكبر، نجح جوزيف عامر في عمله و كان محبوبا من طرف الجميع الذين رأو فيه حبه لفعل الخير و تقديم الخدمات لمن حوله.
مضت الحياة بعائلة جوزيف عامر المكونة من زوجته روث و إبنه أوسكار الذي تخرج بإمتياز في دراسته العليا، و حصل على مركز متفوق في نشاطه الرياضي.
مضى كل شئ على خير مايرام دون أية مشاكل في حياة الأسرة، حتى جاء اليوم المشؤوم، ففي ظهر السابع من شهر أغسطس عام 1962 لم يعد جوزيف عامر البالغ من العمر 67 عاما إلى بيته لكي يتناول الغذاء كعادته.
و بينما كانت زوجته في إنتظار وصوله غفت و رأت في نومها كابوسا فظيعا، حيث رأت في منامها أنها تخبر رجال الشرطة أنها شاهدت زوجها يصارع رجلا يحاول أن يضرب الزوج بمطرقة، و ينجح الرجل في ضرب الزوج بالمطرقة على رأسه أكثر من مرة، قبل أن يلوذ بالفرار من محل زوجها.
في ذلك الأثناء أفاقت الزوجة من نومها مذعورة، فنظرت إلى الساعة المعلقة على الجدار فلاحظت أن زوجها لم يعد للبيت بعد و أن الوقت قد تأخر كثيرا عن موعد عودته المعتاد، فتملكها شعور بالقلق من أن يكون قد حدث مكروه له غير أنها أرادت أن تزيح ذلك الشعور بالقلق و فكرت في أن يكون سبب تأخره في العمل قد يكون بسبب إصلاح بعض الأحذية التي يكون أصحابها مستعجلين بها من أجل تسلمها كما كان يفعل في بعض الأحيان. إنتظرت الزوجة لنصف ساعة أخرى غير أن الشعور بالقلق عاد خاصة بعد أن تذكرت تفاصيل ذلك الحلم المزعج الذي راودها في منامها، حينها قررت الذهاب إلى الورشة التي يعمل بها زوجها و قد وضعت بعض الطعام في السلة و همت مسرعة إلى ورشة زوجها الذي كان يبعد عن البيت ببضع بنايات فقط.
لحظة وصولها شاهدت باب الورشة مفتوحا على إتساعه، و هو الأمر الذي أثار قلق الزوجة روث حيث أنه ليس من عادة زوجها أن يفتح الباب بهذا الشكل و خاصة في مثل ذلك الجو الحار.
عندما دخلت إلى الورشة، وجدت زوجها و هو ملقا على الأرض غارقا في دمائه خلف المنصة و كانت يداه مقيدتين خلف ظهره بواسطة الدوار المستخدم لإصلاح الأحذية، فقد كان قد تعرض لضربة قوية على الرأس بواسطة مطرقته و قد كان بطريقة وحشية حتى لفظ آخر أنفاسه، و كانت المطرقة ملقاة على إلى جواره و قد لوحظ أنه لم ينقص شيء من المحل إلا بضع دولارات و كانت في الدرج الذي يحتفظ فيه الزوج بالإيراد.
إستمع رجال الشرطة بغير إقتناع إلى الزوجة الملتاعة، و هي تعطي أوصاف القاتل كما رأته في حلمها قبل ساعات من ذلك، لكن أحد رجال الشرطة، تذكر أن رجلا تنطبق عليه هذه الأوصاف، شوهد و هو يغسل ما علق بيديه من دماء في إحدى الحضانات، بعد الوقت الذي توفي فيه جوزيف عامر بقليل. و عندما تم إلقاء القبض على المجرم المدعو بوليام إدموندز، إكتشف رجال الشرطة أن الوصف الذي أعطته لهم زوجة الضحية كان دقيقا، ليس الملابس فقط بل حتى ملامحه أيضا.
عندما حوكم الجاني، لم يعتمد القضاء طبعا على حلم زوجة الضحية، لكن ما رأته في ذلك الحلم كان له فضل كبير في إلقاء القبض القاتل لينال العقاب الذي يستحقه لجريمته الشنعاء.
و قد إكتفى القضاء بالحكم على الجاني جراء جريمته بالسجن مدى الحياة بدلا من الإعدام لأنهم أخذوا بعين الإعتبار أنه أثناء قيامه بالجريمة، كان واقعا تحت تأثير المخدرات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق