تعتبر مدينة هواسيونغ واحدة من أجمل المدن في كوريا الجنوبية و هي منطقه تقع في مدينة سوون التي تمتلك أماكن سياحية و تاريخية في كوريا الجنوبية , لكن ما لا يعلمه الكثير من السياح عن كون هذا الجمال قد شهد أبشع الجرائم التي عرفها تاريخ المدينة.
في ثمانينات القرن المنصرم تحديدا ما بين عامي 1984 – 1991 شهدت مدينة هواسيونغ عددا من جرائم الإغتصاب و القتل، و قد شملت معظم تلك الجرائم النساء من مختلف الفئات العمرية، حيث تم اغتصاب و قتل عشر نساء بأعمار مختلفة ما بين فتاة في الثالثة عشر و عجوز بعمر السبعين.
تم جمع أكثر من عشرين ألف مشتبه و تجنيد الكثير من رجال الشرطة و المحققين لإيجاد القاتل لكن باتت كل تلك الجهود المبذولة من أجل إكتشاف القاتل و إلقاء القبض عليه بالفشل، و إستمر الوضع على حاله إلى أن سقطت التهمة عام 2006 بسبب قانون التقادم .
اعتبرت سلسله جرائم هواسيونغ أول قضية من هذا النوع في تاريخ الدولة و البعض يعتبرها من أبشع الجرائم في العالم وشبهوها بقضية جاك السفاح لبشاعتها و دقتها.
وقد عرف قاتل هواسيونغ بطريقته الغريبة و المميزة بالقتل , فهو يقوم بالهجوم بغتة على ضحيته ويجرها لمكان نائي حيث يقوم باغتصابها و قتلها خنقا بثيابها ثم يربطها و يكممها بواسطة ما كانت ترتديه من ملابس , وما يميزه عن باقي القتلة هو تلك العقدة الغريبة التي يشكلها عند ربطهن , عقدة مميزة ميزته عن غيره من السفاحين.
خلال أعوام التحقيق عملت الشرطة الكورية على محاوله إيجاد رأس خيط يدلهم للقاتل الحقيقي لكنهم لم يحصلوا سوى على عينة دم على جثة إحدى الضحايا , و بسبب عدم تطور العلم في ذلك الوقت لم يستطيعوا استخراج الحمض النووي , و جل ما توصلوا إليه هو أن زمرة دم القاتل هي من النوع (B)
والغريب بالأمر أن تلك العينة لم تتطابق مع العشرين ألف مشتبه (أو أكثر) اللذين قبضت عليهم الشرطة آنذاك .. وحتى إرسال العينة إلى اليابان لتحيليها هناك لم يعد بفائدة تذكر لأن العينة تعرضت لتلف منذ زمن فلم يستطيعوا تحليلها .
كما أن ما حصلت الشرطة عليه من أوصاف للمجرم لم تكن كافية أبدا . هو شاب في العشرينيات من العمر يزن ما يقارب الـ 75 كيلوغرام وطوله ما بين 165-170 سم.
وقد تم رسم صورة تقريبية لملامح المجرم بمراحل عمريه و ذلك بفضل شاهدة وحيدة لم يكشف عن هويتها للإعلام ليومنا هذا .
لم يعرف أحد سبب سلسلة الجرائم تلك و لم يتكهن أي احد عن سبب توقف السلسلة بعد الضحية العاشرة.
و يجدر بنا القول أنه بسبب هذه القضية تم تمديد مده قانون التقادم من 15 سنة إلى 25 سنة , و بقي لغز هذه القضية مفتوحا للتحقيق .
لكن لابد من الحقيقة أن تظهر يوما ما، فقد كشفت الشرطة أن نتائج التحقيق الذي أعادت فتحه مع المتهم في قضية سلسلة جرائم القتل و الإغتصاب في منطقة هواسيونغ في ثمانينات و تسعينات القرن الماضي "لي تشون جيه".
ووفقا لوكالة"يونهاب" الكورية الجنوبية، خلص المحققون إلى أن المتهم"لي تشون جيه" كان قد إرتكب 23 جريمة و من بينها جريمة قتل في منطقة هواسيونغ في ثمانينات و تسعينات القرن الماضي، و قد كشفت الشرطة أن المتهم "لي تشون جيه" الذي يقضي عقوبة السجن المؤبد بعد إدانته بقتل أخت زوجته في عام 1994، مسؤول عن 23جريمة من بينها 14 جريمة في هواسيونغ.
كما أظهرت التحقيقات أن الجاني البالغ من العمر 57 عاما قد قام بقتل 14 إمرأة بعد إعتدائه جنسيا على معظمهن، و إرتكب الإعتداء و السرقة على تسع نساء أخريات.
و قد أعادت الشرطة فتح التحقيق في يوليو عام 2019 بعد تلقيها أدلة جديدة بما في ذلك عن طريق إجراء تحاليل الحمض النووي، و بذلك إعترف "لي تشون جيه" بتورطه في عشرة جرائم قتل بعد أن أثبت إختبار تحليل الحمض النووي أنه المشتبه به الرئيسي في خمس حالات قتل على الأقل.
و قد توصلت الشرطة إلى هذه النتائج بعد مرور 34 عاما منذ أن قتل "لي تشون جيه" أولى ضحاياه عام 1986.
هذه الجرائم الشنيعة و البشعة جعلت من العديد من المجرمين على صنع الكثير الأفلام و الدراما التي تجسد تلك الوقائع و تتحدث عن القضية الذي بقى مرتكبها مجهولا و بالفعل فقد تم صنع دراما تتناول قضية السفاح الغامض و هو مسلسل يحمل عنوان "غابدونغ" التي أقتبست أحداثها من وقائع جرائم سفاح هواسيونغ.
دراما غابدونغ سردت أحداث الجرائم و مواقعها و حاكت أسلوب القتل بطريقة رائعة , رغم مزجها ببعض الخيال إلا أنها تعد من اكبر الأعمال الدرامية التي تخص قاتل هواسيونغ الذي لا يرحم ضحاياه أبدا.
تتحدث الدراما عن "ها مو يوم" وهو طفل صغير تم اتهام والده ذو الإعاقة العقلية بكونه هو مجرم هواسيونغ , لتمر السنوات و يكبر "ها مو يوم" ويصبح احد المحققين ويبدأ بمحاولات البحث عن المجرم الحقيقي ليبرئ اسم والده , لكن المفاجأة هي عودة غابدونغ ليقوم بقتل عشر نساء أخريات بنفس الأماكن و نفس الطريقة لتبدأ سلسلة التحقيق والجرائم الغامضة و ظهور الناجية و الشاهدة الوحيدة حول هوية المجرم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق