هذه الأديبة الفرنسية أو كما يطلق عليها الأديبة المسترجلة هي أغرب ظاهرة عرفها الأدب الأدب العالمي، حتى إن هناك من يطلق عليها أيضا ظاهرة جورج صاند.
و قد إتسمت حياتها كما رواياتها بالجرأة و الغرابة و الشطط في الشذود، كنزوعها الغريب إلى الترجل و فضائحها الغرامية و إباحيتها في معالجة الجنس.
إسمها الحقيقي هو أماندين أرور لوسيل دوبين و التي لقبت لاحقا بلقب" البارونة دوديوانت"، و عاشت ما بين عامي ١٨٠٤و١٨٧٦ و هي معروفة كروائية فرنسية بإسم "جورج صاند".
كانت جورج تنتمي إلى عائلة أرستقراطية، فوالدها موريس دوبين يرتبط بصلة قرابة مع الملك لويس السادس عشر، كما أنه حفيد المارشال جنرال موريس دي سايكس إبن ملك بولندا، أما والدتها فهي سيدة المجتمع صوفيا_فيكتوريا دلبورد.
ولدت صاند في باريس لكنها عاشت بعد ذلك في بيت جدتها، و كانت قد إتخذت من هذا البيت مكانا دارت فيه أحداث العديد من رواياتها.
عاشت صاند حياة متحررة جدا في بيت جدتها هذا، حتى مجيء العام ١٨٢٢ و كانت في التاسعة عشرة من عمرها حين تزوجت من البارون كاسمير دوديوانت و إكتسبت لقب البارونة عن طريق هذا الزواج، أنجبت طفلين من زواجها، و في العام ١٨٣١ تركت زوجها بحالة أسمتها حالة "تمرد رومانسي"، و إستمر هذا التمرد لأربع أو خمس سنوات إنتهت بالإنفصال رسميا عندهاأخذت أطفالها معها.
بدأت صاند تتعرض إلى إنتقادات الناس حين أخذت تظهر في العلن مرتدية ملابس بموديلات رجالية، لكنها كانت تبرر إختيارها بأن هذه الملابس أكثر راحة و أقل كلفة من ملابس نساء الطبقة الراقية في تلك الفترة، كما أن هذه الأزياء تسمح لها أن تأخذ المزيد من الحرية في إرتياد المجالس التي لا تتمكن النساء من إرتياد ها بأزيائهن الهفهافة و موديلاتهن شبه العارية.
القضية الثانية التي جلبت لها الإنتقاد كان تدخينها التبغ في العلن، السيجار أو الغليون، و كان ذلك غير محبذ في القرن التاسع عشر حتى بالنسبة لعامة النساء فما بالك بنساء الطبقة الراقية، و هن أشد تمسكا بالتقاليد الأرستقراطية.
و بسبب حكم الإنفصال الذي حصلت عليه من زوجها، أضف عليه قضية الملابس و التبغ الذي جعلها تحت ملاحظات قاسية، و أجبرها على التنازل عن بعض إمتيازاتها كبارونة.
و من أشد الخصوم مجابهة لها كان الشاعر الفرنسي الشهير بودلير فهو يصفها بقوله:"إنها غبية، ثقيلة و ثرثارة، و حقيقة أن هناك بعض الرجال الذين يعجبون بهذه الوقحة دليل على أن في زماننا رجالا لم تعد تهمهم قيم الرجال".
و بسبب حالة الصراع الحاد بينها و بين المجتمع، لم يعد يهمها رأى الناس فيها، أو هكذا أرادت أن توحي، لأنها و منذ هذا الوقت بدأت بإقامة العديد من العلاقات المعلن مع الرجال.
فقد أقامت علاقة مع الرائي الفرنسي" جول ساندو" عام ١٨٣١ و أقامت علاقة مع الكاتب المسرحي و الباحث التاريخي و كاتب القصة بروسبير ميريميه عام ١٨٣٣.
كما أقامت علاقة مجنونة مع الشاعر الفرنسي ألفرد دي موسيه و لكي تهرب معه من مشاكل عشاقها الباقين، أخذته و غادرت فرنسا إلى إيطاليا في رحلة، حين وصلا إلى إيطاليا أصيب دي موسيه بحمى التفود، و كان محموما و عليه ملازمة الفراش، أحضرت هي طبيبا له ووضعت له الدواء قرب رأسه ثم غادرت إلى خارج البيت لقضاء السهرة مع الطبيب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق