حكاية اليوم تتحدث عن جريمة بشعة حدثت لحارس ليلى في الخمسينيات من العمر، كان يزوال عمل الحراسة في إحدى الأحياء المرموقة نظرا لوجود العديد من الفيلات حيث كان يقوم بالحراسة ليلا و في الصباح يعود إلى بيته و أهله و هكذا دواليك و في أحد الليالي المظلمة و بينما كان يجلس كعادته يحرس المكان لاحظ شخصا غريبا يحوم في الأرجاء فاقترب منه ذلك الشخص المجهول و سدد نحوه ضربة قوية على الرأس بواسطة أداة حادة أردته قتيلا تاركا إياه مرميا على الأرض وسط بركة من الدماء، بعد إكتشاف جثة الحارس إستدعي رجال الشرطة إلى عين المكان للتحقيق في ملابسات الجريمة لكن المفاجأة هي أن الجاني كان ذكيا و محترفا نظرا لكونه لم يترك أية أدلة تقود إليه، و نظرا لكون القضية لم تسفر عن أية نتائج أو أدلة تقود إلى هوية القاتل قررت المحكمة عدم البث في هذه القضية مبدئيا نظرا لعدم وجود أدلة و في حالة ظهور أدلة سوف يتم إستئناف القضية.
مضت على قضية الحارس المغدور حوالي شهر تقريبا، لتعود نفس الأحداث المروعة للظهور من جديد فقد عثر على جثة حارس آخر كان يحرس معملا و هو مضرجا بدمائه و كان قد تعرض لعدة ضربات قوية على مستوى الرأس كانت طريقة القتل مشابهة للقضية الأولى و هنا أيقن رجال الشرطة أنهم أمام قضية معقدة و أمام قاتل متسلسل ينفذ جريمته بطريقة إحترافية غير تاركا وراءه أية أدلة تقود المحققين إلى هويته.
هتان الجريمتان المنكرتان حيرت رجال الشرطة، و هنا بدأت التحقيقات مع جميع الناس و المعارف المقربين من الضحيتين لمعرفة ما إذا كانت لديهم عداوة مع أحدهم كانت سببا في فقدان حياتهما بتلك الطريقة البشعة، لكن كل تلك المحاولات باءت بالفشل و لم يتمكن المحققون من الوصول إلى أية نتيجة.
و هنا بدأت حملات تحذير و تنبيه واسعة في الليل للحراس من أجل أخذ الحيطة و الحذر من هذا القاتل المتسلسل الغامض الذي يقوم بتصفية الحراس ليلا.
بعد مرور أربعين يوما عن الجريمة الثانية، عادت مرة أخرى سلسلة تلك الجريمتين للظهور من جديد و الضحية هذه المرة كان حارسا يعمل في أحد أسواق الخضروات حيث عثر عليه مقتولا بنفس الطريقة التي قتلت فيها الضحيتين السابقتين، لكن الغريب في الأمر هذه المرة هو كيف تمكن القاتل من فتح باب السوق و قتل الضحية و هنا توصل رجال الشرطة إلى إجابة و هي كون الضحية على معرفة بالجاني و هو من قام بفتح الباب له، و ما يؤكد صحة الفرضية هي أقوال أحد شهود العيان و هو بائع في تلك السوق حيث أخبر المحققين أن الحارس يقوم بغلق باب السوق أثناء قيامه بمناوبته الليلية كما أفاد الشاهد أيضا أنه في أحد المرات شاهد رجلا طويل القامة و على يده وشم يجلس مع الحارس ظنا منه أنه يكون أحد معارفه.
و هنا بدأت عملية البحث و التحري عن ذلك الشخص صاحب الوشم الذي كان يجلس مع الضحية الأخيرة، لكن دون جدوى فكل الجهود المبدولة في البحث عن الجاني لم تأتي بأية نتيجة و الغريب في الأمر أن القاتل لم تكن دوافعه السرقة و إنما هدفه الوحيد كان القتل و فقط و كان يستهدف بشكل محدد الحراس المناوبون في الليل.
مرت أيام و شهور دون أي جديد في القضية الغامضة، إلى أن أتي يوم بدأت فيه ملامح القضية في الإنكشاف بعد حصول أحد رجال الشرطة على معلومة قيمة من أحد الأشخاص كان قد تعرض لمحاولة قتل من طرف شخص كان يعرفه و يجلس معه و يتبادلان معا أطراف الحديث و أن تلك الحادثة مرت عليها سنتين أو أكثر و عوقب المجرم لكنه فيما بعد أطلق سراحه بعد أن أكمل محكوميته، و المصادفة الجميلة في القصة كلها أن الأداة المستخدمة في محاولة القتل تلك كانت كرة حديدية مربوطة بواسطة جوارب، هنا عادت التحقيقات من جديد حيث توجه رجال الشرطة إلى الناجي من عملية القتل لطرح بعض الأسئلة عليه و بالفعل بدأ المحققون في أخذ الأقوال حيث طلب منه إعطاء وصف دقيق للرجل الذي قام بمحاولة قتله، و بطبيعة الحال بدأ الناجي بوصف الرجل حيث كان المجرم رجلا طويل القامة مع مواصفات أخرى و كان رجال الشرطة في إنتظار إفصاحه عن وجود وشم في يده ليأتي التأكيد أخيرا بأن الرجل الذي حاول قتله كانت لديه علامات في يده مثل الوشم و هنا أدرك المحققون أنهم على بعد خطوة قليلة من الإمساك بالجاني الذي حيرهم منذ مدة.
توجه رجال الشرطة إلى بيت ذلك الرجل و كان الوقت حينها ليلا ففتحت الباب شقيقته فأخبرها رجال الشرطة أنهم من الأمن و يودون مقابلة شقيقها لكن الأخت أخبرتهم بأن أخاها لم يعد بعد و هنا قرر رجال الشرطة بعدم المغامرة و مغادرة المكان فقد وضع المحققون في ذهنهم أنه إذا علم الرجل بأن رجال الشرطة قد أتت إلى بيته بحثا عنه فقد يحاول الهرب، و هنا طلب رجال الشرطة من شقيقته إعطائهم صورة لأخيها لكنهم في الأخير عثروا على الرقم الخاص ببطاقة هويته و هنا إتصل المحقق بمكتب التحقيق و طلب منه القيام بالبحث عن هذا الشخص و كانت المعلومات المقدمة لرجال الشرطة تثبث تورط هذا الرجل في العديد من القضايا كالسرقة و الضرب و غيرها من الجنايات فقد كان يمتلك سجلا إجراميا بإمتياز.
و في الأخير تم إلقاء القبض على المتهم في قضايا القتل المتسلسلة التي راح ضحيتها ثلاثة حراس أبرياء، و تم إقتياد المتهم إلى مركز الشرطة للتحقيق معه و أخذ أقواله لكن المتهم كان ينفي كل الجرائم الموجهة إليه لكن رجال الشرطة كانوا يواجهونه بالأدلة الدامغة التي تم العثور عليها في منزله و من بينها سلاح الجريمة و الذي كان لا يزال عالقا عليه بقع دماء تعود للضحايا، بعد مواجهة المحققين للمتهم بالأدلة التي تم العثور عليها و التي تثبث ضلوعه فيها أقر المتهم بجرائمه و أخبرهم عن دوافعه التي جعلته يرتكب مثل تلك الجرائم، ليتم في الأخير غلق ملف هذه القضية التي حيرت المحققين و في النهاية وجدت المحكمة الجاني مذنبا حسب الأدلة الموجودة و التي تثبث كل الجرائم المنسوبة إليه و يتم الحكم عليه بعقوبة الإعدام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق