آخر المواضيع

الخميس، 24 فبراير 2022

الجثة المجهولة


الجثة المجهولة

جريمة نكراء رسمت ملامحها في غياهب الغابات حيث تقبع في عمقها جثة مجهولة قتلت بطريقة بشعة و رميت في أعماق  الغابة، تم إكتشاف الجثة بالصدفة عن طريق شاب كان يمارس رياضة الجري في عين المكان ليتفاجأ بوجود إمرأة مرمية على الأرض، لكنه في البداية لم يكن يدرك الحقيقة المروعة التي ستصدمه بمجرد الإقتراب منها، كان وقع الصدمة كبيرا فقد كانت جثة إمرأة مقتولة و مرمية في وسط الغابة و لكنها كانت جثة مقطوعة الرأس. 

توجه الشاب على جناح السرعة إلى مركز الشرطة للتبليغ عن الجثة و في الحال كان رجال التحقيق في عين المكان لمعاينة مسرح الجريمة و هنا بدأت التحقيقات في حيثياتها، حيث تم نقل الجثة إلى مصلحة حفظ الجثث أين تم تشريحها و رفع بصماتها للتعرف على هوية الجثة، و بالفعل تمكن الطب الشرعي من التعرف على هوية الجثة و أين تقيم و بمجرد أخذ جميع البيانات المتعلقة بالجثة توجه رجال الشرطة إلى مقر سكنى عائلتها حيث تم  إبلاغهم بالعثور على جثة إبنتهم، و هنا تنقل أخ ووالدة القتيلة إلى مركز الشرطة من أجل أخذ المعلومات اللازمة عنها حيث أفادت الوالدة بأن أبنتها كانت مطلقة و لديها ولد صغير و قد كانت تقيم معها في نفس البيت، و بعد الإنتهاء من تدوين المحضر أخذ رجال الشرطة صورة متعلقة بالضحية من أجل مساعدتهم في عملية التحقيق و بعدها قادوا والدة القتيلة و أخاها إلى مصلحة حفظ الجثث من أجل التعرف على الجثة و بالفعل تم التعرف عليها من طرف والدتها حيث أكدت أن الجثة تعود لإبنتها و هي ترتدي نفس الملابس التي رأتها فيها أمها آخر مرة قبل مغادرتها. 

حسب أقوال والدتها فقد كانت القتيلة تعيش معها بعد طلاقها من زوجها، لكن الغريب في الأمر أن الأم و الأخ لم يكونا يعرفان طبيعة العمل الذي تقوم به المجني عليها لكن التحريات أفضت إلى أن الضحية كانت تعمل في أماكن غير أخلاقية كالحانات و المراقص و ما شابه ذلك، و أثناء تحقيقات رجال الشرطة في تلك الأماكن صادفوا فتاة ترتاد تلك الأماكن مرات عديدة بحكم عملها هناك، و قد عرض البوليس عليها صورة القتيلة للتعرف عليها و بالفعل كانت الفتاة تعرف القتيلة و أخبرتهم أنها كانت ترتاد المكان دائما مع أحد الرجال و أعطتهم إسم ذلك الشخص، و هنا بدأ المحققون يبحثون عن هذا الشخص و قد أسفرت نتائج البحث تلك عن أن ذلك الرجل يعمل في الممنوعات و قد دخل السجن عدة مرات، تم إلقاء القبض عليه و أقتادوه إلى مركز الشرطة من أجل إستجوابه حيث أخبر الشرطة بأنه يعرف القتيلة و لكنه لا يعلم ما الذي حدث لها و أنها كانت تأتي معه إلى هذا المكان ثم تذهب في حال سبيلها و لكن مؤخرا لم تعد تأتي و لم يرها منذ أيام و انه قد إتصل بها عدة مرات لكنها لم تجب على مكالماته. بعدما أخذ المحققون إفادة الرجل ذهبوا إلى منزله من أجل عملية التفتيش و قد أسفرت العملية عن إيجاد هاتف محمول يعود للضحية لكن الرجل أخبرهم بأن هذا الهاتف هو من قام بشرائه للقتيلة و عادة ما تتركه عنده، قام رجال الشرطة بالحجز على هاتفه و هاتف الضحية لكن الرجل أخبرهم بأن الضحية تكون صديقته و قد تعرف عليها في الحانة، كما تم أيضا سؤاله عن سبب الخدوش الذي في جسده فأخبرهم بأنه قد تعارك مع أحدهن في الحانة فتنقل رجال الشرطة إلى عين المكان لتأكد من صحة إدعائه إلا أن العمال في ذلك المكان نفو حدوث أي شجار و هنا بدأت الشكوك تحوم حوله، و لكن لإنعدام الأدلة الكافية التي تدينه أخلت الشرطة سبيله مع إمكانية إستدعائه مرة أخرى في حال ظهر جديد في القضية. بعد بحث مطول في ملابسات القضية إكتشف المحققون أن القتيلة قد إتصلت بالمشتبه به و من المحتمل أنها قد إلتقت به قبل يوم من مقتلها فتم إستدعاء الرجل مرة أخرى لإستجوابه بعد أن ظهر في القضية طرف ثاني و هو صاحب السيارة التي تم نقل الجثة فيها و بعد ضغط كبير على المشتبه من قبل المحققين إعترف الرجل بالجريمة و بأن صديقه صاحب السيارة هو من قام بقتل المرأة و هو قام بنقل الجثة فقط لكن الحقيقة تقول غير ذلك فقد تبين أثناء التحقيق أن المشتبه الأول في القضية كان يكذب في أقواله و قد أراد إلصاق التهمة بشريكه مقابل مبلغ من المال و بعد الضغط على المتهم مع وضعه تحت الأمر الواقع أمام الدليل الذي وجد في أظافر القتيلة و التي تثبث ضلوعه في الجريمة إعترف أخيرا بذنبه و أنه من قام بقتل المرأة بعد خلاف حاد دار بينهما، حيث كانت القتيلة ترغب في ترك العمل و بدأ حياة جديدة مع طفلها الصغير بعيدا عن هذا الوسط القذر، لكن كان للقاتل رأي آخر، فقد كانت فكرة تركه و الذهاب دون رجعة أمرا مرفوضا و غير مقبول فقد كان يرفضه رفضا قاطعا مما أدى إلى عراك شديد و الذي أودى في النهاية إلى موت المرأة و في تلك اللحظة لم يكن القاتل يدرك حجم فعلته فلم يكن يعتقد أن تلك الضربة القوية ستقضي عليها و تجعلها جثة هامدة، و بينما هو في غمرة تفكيره في كيفية التخلص من الجثة، قدم صاحب السيارة إلى منزل الجاني و رأى الجثة مرمية على الأرض فطلب منه الجاني مساعدته في نقل الجثة و رميها في الغابة و هنا قاما بقطع رأسها و دفنه في مكان ما من الغابة و تركا الجثة مرمية وسط الغابة بدون رأس حتى لا يتمكن أحد من التعرف على هويتها، إنتهت قضية الجثة مقطوعة الرأس بعد أن تم التعرف على الجاناة و إعترافهم بما إقترفته يداهم و قد حكمت المحكمة على الجاني بالسجن مدى الحياة أما شريكه فقد حكم عليه بالسجن لمدة خمسة و عشرون سنة لتستره على الجريمة و مساعدة الجاني في طمس ملامح الجريمة و قبوله مبلغ من المال، لتطوى بذلك ملف قضية الجثة المجهولة بعد أن نال المجرمين عقابهم العادل جزاء ما إقترفته يداهم. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق